أنا و اللّيلُ..
صديقان..
لا يفرّقنا إلا النومُ..
اغفو لسويعات..
ليداعبني الحُلُمُ..
و أصحو ثلثهُ..
ليراودني عن نفسي السّهرُ..
فيه أسري و اعرجُ..
فيه يتجلّى همّي..
و ينفرجُ..
أنا و اللّيل..
حبيبان..
يعاتبني..
و أعاتبهُ..
و ٱذا إلتقينا..
سقانا الحب من كأسه العذبُ..
فيه بالصمت أستانسُ..
و أنفردُ..
و أرى عوالم أُخرُ..
أنا و اللّيل..
توأمان لا ننفصلُ..
يشعر بي ..
و أشعر بما يخالجه..
يعرف ما أخفي و يكتمُهُ..
وافكّ انا رموزه و طلاسمهُ..
جمعنا معا القدرُ..
هو محطّات ومحطّاتٌ..
و انا يروق لي التّرحال و السّفرُ..
أكتشف فيه ذاتي..
أبصر فيه ما لا في النور أبصرهُ..
وأعرف فيه معنى السّكينة..
جليسي قلمٌ..
وكلمات مبعثرةٌ..
و معبودٌ له عاشقةٌ..
إنطوى في العتمة سرٌّ..
قليل منّا يعلمه..
يا ليلُ..
يا موتِيَ المشتهى..
في سراديبه عن الحقيقة أبحثُ..
وأجدُ أن الحُلكة مبصرةٌ..
تضيء حكمة..
و بالحقّ تنطقُ..
و فيها يتجلّى الحقّ فيُعبد..
و فيه ينطوي الكون باسره..
فيضمّ نديما و مبتهلا و لاهيا يلهُو..
وحدهُ اللّيل يستُرنا..
إن تُبنا أو عصينا..
او بين ذراعيه نذرف الدمع وننتحبُ..
يتغزّل الليل بالسُمّار..
فيُحيي سماءهم نجومٌ و قمرُ..
تنير ما بداخلهم من ظُلَم..
و تمحو عن ارواحهم عللُ..
واذا تنفس الصّبحُ..
انقشع الغمامُ..
وغرّد الحمامُ..
و زال عن الكون اللثامُ
و انكشف الغطاءُ و السَّترُ..
وعدنا لحياة يملؤها الزّيف و الكذبُ.