عدد الرسائل : 349 العمر : 36 الموقع : www.jinane.12r.org حالة المزاج : تاريخ التسجيل : 19/02/2008
موضوع: أخبار متنوعة : مار تشيكا الأحد 22 يونيو 2008 - 0:31
مارتشيكا منصة لإعدام التنوع الإحيائي.
بات في هذه الأيام الحديث عن المشاريع التي تعتزم الدولة إحداثها ببحيرة مارتشيكا متداولا بشكل واسع خصوصا بين صفوف السكان الناظوريين، جراء الاهتمام الكبير للدولة بالمنطقة والذي أخذت منه بحيرة مارتشيكا حصة الأسد، والذي يتمثل في إعادة هيكلة هذه الأخيرة لترقى إلى إحدى أهم الأماكن السياحية على الصعيد الوطني.
فهذا الاهتمام الذي رحب به الجميع جاء على حساب التهميش الذي عانت منه المنطقة منذ عقود مما أعطى لهته المشاريع المصداقية وايجابية التكييف للرأي العام، لكن بالنسبة للعديد من المهتمين بمجالات أخرى غير السياحية والتي لها علاقة بالبحيرة يدقون ناقوس الخطر في صمت غير مفهوم رغم أن المسالة تتعدى إلى أن تكون حبيسة رأي خاص بل إلى رأي عام قبل فوات الأوان.فهذا الخطر له علاقة بالسلامة الصحية لسكان الناظور أكثر مما لتلك المشاريع من الأهمية التي أعطية لها.
وباعتبارنا مهتمين أكثر بهذه المسالة ارتأينا إلى كتابة هته السطور لتنوير الرأي العام والتذكير بالمخاطر التي قد تحدق بنا مستقبلا.
فمن منا لا يعرف مفهوم البيئة ومن منا لا يعرف مسؤوليتنا اتجاهها للحفاظ عليها، وبما أن بحيرة مارتشيكا تعتبر من البحيرات الأكثر تلوثا على الصعيد الوطني لازم علينا البحث في بعض المسائل التي تتعلق بهذه الأخيرة وكشف الخبايا التي يريد بعض المسؤولين التستر عليها.
فكما نعرف جميعا فالحياة التي نعيشها لها نظام مستمر غير متحول ذو توازن دقيق والعيش من فوق الأرض يتطلب منا احترام هذا التوازن والإخلال به قضاء على الحياة بأسرها، وأهم وسيلة للقيام بهذا العمل السهل هو عدم احترام البيئة وهذا التوازن يسمى بـ للتنوع البيئي والإحيائي.
تم الاتفاق من جانب العلماء المهتمين بالبيئة على تسمية التنوع والتوازن البيئي ب "التنوع الإحيائي" والذي يعني: " ...تنوع الجينات في الأصناف، وتنوع الأصناف نفسها وكذلك تنوع النظام البيئي حول الأرض, وقد قام هؤلاء العلماء بدراسة جزء صغير جدا من هذا التنوع الواسع. وبالرغم من بعض الاختلاف في تعريف التنوع "البيولوجي" كما يسميه البعض الآخر، إلا أن الجميع متفق تقريباً على ضرورة تفهم هذا التنوع الحيوي والبيئي الهام، والمحافظة عليه والاستعمال الرشيد لمكوناته والموارد الطبيعية التي تدعم بقاءه. ومن أجل توحيد تقييم التنوع الحيوي على المستوى العالمي، فقد تم توحيد تعريفه على أنه "كامل الاختلاف والتباين بين الكائنات الحية والنظم البيئية التي هي جزء منها. ويمكن تعريف الصنف أو النوع على أنه "مجموعة من الأفراد المتشابهة وراثيا والتي يمكن أن يقع بينها التزاوج".
ويضم التنوع الحيوي جميع أنواع الكائنات الحية نباتية أو حيوانية إلي جانب الكائنات الدقيقة، وتمثل هذه الكائنات الحية جزء من الثروات والموارد الطبيعية على الأرض. فالتنوع الحيوي باختصار هو تنوع كافة أشكال الحياة على وجه الأرض سواء كانت على اليابسة أو في باطن الأرض أو في المياه. يوفر التنوع الحيوي للعالم ضمانة إمكانية الحصول على إمدادات متصلة من الأغذية ومن أنواع لا حصر لها من المواد الخام التي يستخدمها الإنسان في حياته اليومية ولبناء حاضرة ومستقبله. ولا يشمل التنوع الحيوي الأنواع الموجودة في محيط بيئي مائي أو على اليابسة في وحدة زمنية محددة فحسب بل يشمل النظم البيئية والوراثية التي جاءت منها هذه الأنواع.
فمن خلال هذا التعريف فان بحيرة مار تشيكا لا تخرج عن السياق العام له، فمارتشيكا التي تحتوى على أنواع من السمك المهمة والنادرة في الأماكن الأخرى والضفاف الخضراء والرملية تعتبر إضافة إلى ذلك من قلائل المحميات على الصعيد الوطني ونعني هنا بالمحمية هي محمية الطيور المهاجرة التي تقصد البحيرة من كل أقطار العالم في جميع الفصول. ومقالنا هذا لا يخرج عن هذا السياق الذي أردنا أن نكشف عنه ولأول مرة.
فالعديد من سكان إقليم الناظور يعرف البحيرة أنها فقط مصدر للروائح الكريهة ومحطة جد مهمة يصب فيها الواد الحار والذي وجه إليها من جميع الأنحاء، والأخر يعتبرها سبخة عديمة الأهمية لا دور لها ، والآن فنسمع أنها محطة سياحية فريدة من نوعها ومن جانبنا نحن نعتبرها منصة لإعدام التنوع الإحيائي قبل كل شيء.
فإقليم الناظور الذي يستقبل الآلاف المهاجرين المقيمين بالخارج مارتشيكا بدورها تستقبل على دور العام آلاف الطيور المهاجرة التي تجوب أقطار العالم قاصدة البحيرة للإقامة فيها لمدة لتتحول إلى وجهة أخرى ومحطة أخرى، ونظن انه قد من المعروف أن الجميع يعلم كيف ومتى تأتي هته الطيور خصوصا من قبل المهتمين لكن القليل من يعرف أن هته الطيور البريئة التي تقصد البحيرة قصد الإقامة فيها لمدة قصيرة والتوجه بشكل رسمي إلى جنوب إفريقيا (أنظر الصورة) تحت
إذ أن معظمها تلقى حذفها في البحيرة وتكون نهاية رحلتها الطويلة جراء السموم التي تأكلها بدون علم لا لشيء إلا أن بحيرة مارتشيكا تعتبر من اخطر المطارح الخطيرة للسموم في شكل طفيليات وبكتيريا مائية خطيرة والتي تكون ملتصقة بالأعشاب أو أصابت بعض الأسماك التي تقتات عليها تلك الطيور.
وللعلم ففي السنوات الماضية القليلة كانت البحيرة تستقبل سنويا عددا هائلا من الطيور التي ظهرت جليا أنها في طريق النقصان، فمن يصدق أنه يمر فوق بلادنا سنويا نحو 500 مليون طير مهاجر قادما من أوروبا في طريقه نحو جنوب أفريقيا في الخريف ويعود إلى أوروبا في الربيع . ونفس الإحصائية تؤكد مرور هذه الطيور من أوروبا عبر آسيا مرورا بالجزيرة العربية إلى شمال إفريقيا نحو الجنوب. إن من يأتي إلى بحيرة مارتشيكا وقت المغيب أو في ساعات الصباح المبكرة سيشاهد هناك العجب العجاب من أنواع وعدد الطيور التي لم يكن يحلم أنها في بلادنا يوجد مثل هذه الطيور،بل سيظن نفسه أنه في أدغال أفريقيا ... أصوات الطيور تملأ المكان والآلاف الطيور التي تأتي للمبيت في البحيرة وعلى ضفافها تثير في النفس انفعال كبيرا ويظهر على وجوه كل من يزور المكان علامات الانفعال والذهول لهذه المناظر الرائعة والتي تم إقبارها في زمن النسيان والقضاء عليها بتهميشها وعدم الاكتراث لها.
والهجرة عند الطيور هي أمر فطري وهبه الله عز وجل لهذه الطيور لتحافظ على فصائلها بطريقة دقيقة ومنتظمة فهي تسلك الطريق المحاذي للساحل في الغالب متجهة جنوبا في فصل الخريف وأواخر الصيف وأول ما يظهر منها في البحيرة كباقي الدولة المستقبلة للطيور المهاجرة في بداية شهر غشت وهو طائر الهدهد ومن ثم الدخل والخواضير في أواخر هذا الشهر ومع أواسط ونهاية سبتمبر تظهر طيور القماري ويتوالى ظهور الطيور المهاجرة بأنواعها تباعا طيور الماء البط الغرانيق وفي بداية أكتوبر تظهر طيور الحباري والكروان والسمق وفي بداية نوفمبر يظهر قطا نجد المقطقط وتستمر حتى نهاية شهر مارس حيث تنتهي فترة هجرة الذهاب والتي تطلب فيه الطيور المناطق الدافئة بعيدا عن شتاء الشمال القارس ويبدأ الكثير من هذه الطيور مثل القطا والسمق الدراج بالتفقيس وانتظار اشتداد الأفراخ.
وتبدأ هجرة السعودة مع بداية شهر أبريل وتهاجر من الجنوب متجهة نحو أماكن استيطانها شمالا وتستعين الطيور بالشمس والقمر والنجوم أثناء طيرانها في رحلة الهجرة والوصول إلى مناطق المهجر وقد تتعرض لمخاطر مثل هبوب الرياح الشديدة والاصطياد الجائر من قبل الصيادين في بلدان خط سيرها وقد شرعت الكثير من الحكومات أنظمة وقوانين تحد من الصيد الجائر وتمنع الاصطياد في وقت التكاثر مع تحديد الأعداد المسموح باصطيادها للفرد الواحد ويعد المغرب من الدول التي نظمت عملية الصيد ووضعت الأنظمة واللوائح المحددة لممارسة هذه الرياضة وضمان استمرارها مع المحافظة على النوع، وإنشاء المحميات التي ستساعد على استيطان وإعادة استيطان بعض الطيور وتهيئة البيانات المناسبة لها ويقال أنها نجحت هذه خطط لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في توطين وتفريخ العديد من الطيور المهاجرة في المحميات المنتشرة في مناطق المملكة ووضعت البرامج التوعوية والإرشادية لهذه المحميات مما ساعد على زرع وعي بيئي لدى هواة الرحلات البرية وهواة الصيد الشيء الذي لم نره بعد في محمية مارتشيكا لحد الآن بل هي في طريق الاندثار.
وللتذكير فان محمية مارتشيكا الطبيعية تتميز بوجود أنواع من الطيور المقيمة إضافة إلى تلك المهاجرة التي يكثر توافدها خلال فصل الشتاء. لكن مع الأسف بدورها في طريق الانقراض القسري من جراء سياسة الإهمال الممارسة عليهم.
وفي اكتشاف علمي مذهل قد يفسر أسرار هجرة الطيور لمسافات بعيدة، عثر العلماء على دلائل بأن أنواعا من الطيور المهاجرة «ترى» بصمات تغلغل المجال المغناطيسي للأرض على الوديان والأشجار والبراري، بعد أن تتعرف على أدق تغيرات هذا المجال بين تضاريس الأرض والطبيعة، كما يرى الإنسان كل تفاصيل الوسط المحيط به عند انعكاس الضوء على الأرض ومعالم الطبيعة! وقال باحثون في جامعة اولدنبرغ الألمانية أنهم وجدوا لدى الطيور التي .........
تهاجر بين بقاع الأرض ليلا درءا لوقوعها بين مخالب الطيور الكاسرة، خلايا قرب شبكية العين ترصد المغناطيسية المتغلغلة بين الأشجار والصخور وكل اشياء الطبيعة الاخرى. ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن هنريك موريتسون الباحث في مجموعة ملاحة الحيوانات بالجامعة، ان «القدرة على رؤية المجالات المغناطيسية سوف تحل الكثير من الاسئلة المطروحة حول اسرار هجرة الطيور». وبينما تهاجر بعض الطيور نهارا عندما تستطيع تمييز الكثير من العلامات المعروفة على الارض للملاحة، مثل حركة الشمس وامتداد خطوط السياحل، فان بعض الطيور المهاجرة ليلا مثل طيور أبي الحناء robin المغردة وطيور الدج او السمنة thrush المغردة ايضا، لا تستفيد من هذه العلامات. ودرس موريتسون نوعا آخر من هذه الطيور وقال ان وضع مجال مغناطيسي صناعي، مجاله متعامد مع المجال المغاطيسي للارض، ادى بها الى تغيير وجهتها من الشمال الى الغرب. وقد حدا به ذلك الى وضع نوع من طيور الحدائق المسماة المغني او الشاديgarden warbler في اقفاص حتى وقت حلول هجرتها. وبعد تشريح اجسامها في ذلك الوقت، أي وقت الهجرة، عثر فريقه في خلايا شبكية عينها على بروتينات تسمى «كريبتو كروم» تغير تركيبها وفقا للتغيرات الحاصلة في المجال المغناطيسي للارض.
وقال الباحث الالماني انه يعتقد ان عملية تكون هذه البروتينات في آلاف الخلايا على الشبكية، تتيح للطيور تكوين صورة او خريطة مغناطيسية متكاملة عن الارض التي تحلق فوقها. وترى الطيور، وفقا لموريتسون، مواقع هذه الخريطة بظلال فاتحة او داكنة او بالالوان التي تغطي كل موقع على الارض.
ـ ورغم ان البحث الجديد يحل بعض اسرار هجرة الطيور الا انه لا يحل جميع الغازها، اذ توجد آليات اخرى تستخدمها انواع اخرى من الطيور تختلف عن الاحساس بالمجال المغناطيسي. ويقول العلماء ان مخاطر الهجرة على الطيور عالية جدا ونسبة هلاكها كبيرة، ولذلك فانها تطور مختلف الآليات للنجاح في تحليقها البعيد.
وقد اجرى علماء العام الماضي تجربة غريبة اطلق عليها طيور الالبتروس يمكنها الملاحة مع مغانيط شديدة معلقة حول رأسها، اثبت العلماء ان المجال المغناطيسي الصناعي لم يؤثر على رحلة الطيور. وعندما شرح العلماء رؤوس تلك الطيور وجدوا ان اهم ما يميزها هو حاسة الشم القوية التي احتلت مراكز تشخيصه 35 في المائة من حجم أمخاخها. أما حمام الزاجل فانه وبخلاف الطيور الاخرى لا يهاجر، الا انه يعود دوما الى «دياره» الأصلية. ويعتمد تحليقه على حاسة الشم وعلى المجال المغناطيسي، كما انه يتذكر، كما اثبت علماء بريطانيون، معالم الطريق من المنشآت او المباني التي شيدها الإنسان. (المصدر : جريدة الشرق الأوسط 20/9/2004)
هذا كله يعتبر شيء بسيط حاولنا التطرق إليه من ناحية الحفاظ على التنوع الحيوي الذي نهدده نحن بالتقصير في حماية البيئة لذا فان الخطاب موجه إلى جل الفعاليات التي تشتغل في هذا المجال ولا سيما فعاليات المجتمع المدني التي ستلعب دورا أساسيا لا حالة لإخراج هذه القضية الخطيرة إلى الوجود وجعلها قضية رأي عام لأنها تهديد لحياتنا المستقبل وخطر آت إلينا طال أم قصر الزمن.
BolBola الادارة
عدد الرسائل : 3047 العمر : 42 العمل/الترفيه : internet البلد : حالة المزاج : الأوسمة : تاريخ التسجيل : 02/09/2007
موضوع: رد: أخبار متنوعة : مار تشيكا الأربعاء 2 يوليو 2008 - 1:04